
لقت وزير الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة، الدكتورة كمب با مساء اليوم 30/04/2017 خطابا بمناسبة العيد الدولي للشغيلة الذي يصادف فاتح مايو من كل سنة.
وأكدت السيدة الوزيرة عزم السلطات العمومية المضي قدما في نهج سياساتها الرامية إلى التحسين المتواصل لأوضاع العمال المعنوية والمادية، وهذا هو نص الخطاب:
" أخواتي العاملات؛
إخوتي العمال؛
في الوقت الذي يحتفل فيه بلدنا، على غرار عمال العالم، بعيد العمل الدولي أود أن أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بأفضل التهاني إلى كل العاملات والعمال.
وهي فرصة نُذكِّر فيها بالأهمية البالغة التي أولاها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لقطاع العمل وعصرنة الإدارة في برنامجه الانتخابي. فقد ألزم لهذا الغرض الحكومة بمحاربة المحاباة الإدارية والفساد بكل أشكاله وتطوير القيم النبيلة النابعة من صميم ديننا الحنيف.
وفي هذا السياق يجدر التنويه بالعمل الحكومي الذي قيم به بدفع من الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين بإطلاق مشاريع بالغة الدلالة خلال السنة المنقضية.
وقد سعت وزارة الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة جاهدة إلى تجسيد هذه الأهداف حيث أطلقت عدة مشاريع نذكر منها:
مشروع محاربة العمل الجبري. الذي سيمكن من القضاء على كافة الممارسات المصنفة عملا جبريا وخاصة منها الناجمة عن آثار الاسترقاق؛
مشروع محاربة عمل الأطفال الموجه إلى تحصين الأجيال الناشئة من المخاطر الناجمة عن هذه الآفة المقيتة من آفات التخلف؛
مشروع دعم قدرات مفتشي ومراقبي الشغل لضمان التطبيق الصارم لتشريعات العمل والضمان الاجتماعي؛
إقرار عدة أطر تشريعية وتنظيمية غايتها تحسين الظروف المعيشية للعمال من جهة والموظفين والوكلاء العقدوين من جهة أخرى وذلك لصيانة مصالحهم المادية والمعنوية وتمكينهم من المشاركة في تنمية البلد؛
إنجاز النظام المندمج الساعي إلى مواءمة قواعد تسيير مسار موظفي وعقدويي الدولة مع لوائح مصالح الرواتب. وقد
بدأت مرحلة استغلاله التجريبي على مستوى خمسة قطاعات وزارية منذ العاشر إبريل 2017؛
المصادقة على خارطة طريق بشكل تشاوري مع الشركاء الاجتماعيين بغية تحديد التمثيلية النقابية لأول مرة في بلدنا ووقف الفوضى التي تؤثر سلبا على العمل النقابي تهدر مصالح العمال بسبب الشقاق العقيم؛
تنقية وضعية حمالة ميناء نواكشوط، وقد مكنت هذه المبادرة من إخراج عدة آلاف من العمال الاقتضائيين من هشاشة التشغيل بمنْحهم راتبا تقاعديا، بالنسبة للذين بلغوا سن التقاعد أو غير القادرين على مزاولة العمل، وإنشاء آلية تشغيل لكل العمال القادرين؛
التهيؤ لتسوية وضعية الحمالة على مستوى مطارات البلد؛
خلق آلاف فرص الشغل بمنح نسبة مئوية خاصة بالأشخاص المعاقين في مسابقات اكتتاب موظفي الدولة؛
متابعة تسوية وضعية العمال غير الدائمين الذين أعد إطار تنظيمي لصالحهم هو الآن في طور المصادقة عليه؛
متابعة المفاوضات الاجتماعية بين ممثلي الشركاء الاجتماعيين وممثلي الادارات العمومية المعنية.
ونأمل أن تمكن هذه المفاوضات، المرجو انتهاؤها خلال هذه السنة، من تحديث التشريعات الاجتماعية من خلال
اقتراحات جديدة لمراجعة مدونة الشغل ونظام الضمان الاجتماعي وخاصة المصادقة على اتفاقية جماعية للشغل جديدة لأن اتفاقية 1974 لم تعد مواتية لتستجيب للتحديات الراهنة؛
التحسين المستمر للخدمات المسداة من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للضمان الصحي الذين وسعا مجال المستفيدين من خدماتهما إلى شرائح جديدة من العمال؛
تحسين خدمات المكتب الوطني لطب الشغل وإعادة توجيه مهامه إلى الوقاية بغية محاربة المخاطر المهنية التي يمكن أن يتعرض لها العمال ودعم نظامنا الوطني للصحة والسلامة المهنية.
السيدات العاملات؛
السادة العمال؛
لقد تم تحقيق هذه المنجزات بفضل شراكة بناءة بين العمال وأرباب العمل من خلال مشاورات منتظمة كان مسعاها المصلحة العليا للأمة.
السيدات العاملات؛
السادة العمال؛
إن أساس عمل حكومتنا هو النهوض بالعدالة الاجتماعية وتوطيدها ولأجل ذلك فقد سعينا هذه سنة إلى توطيد التعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية المكلفة بمسائل العمل والتشغيل والحماية الاجتماعية.
وفي هذا السياق فقد أجزنا سنة 2016 ثلاث اتفاقيات عربية ذات أولوية تتعلق بمحاربة عمل الأطفال وتفتيش الشغل والفروع الدنيا للضمان الاجتماعي.
وبهذا الشأن تحسُن الإشارة إلى أن هذه الاتفاقيات هي أولى أدوات منظمة العمل العربية التي يصادق عليها بلدنا منذ انتسابه لهذه المنظمة. من جهة أخرى فإن بلدنا هو ثالث بلد يصادق على بروتوكول 2014 الخاص باتفاقية 1930 المتعلقة بالعمل الجبري.
وهكذا طورنا علاقاتنا بمنظمة العمل الدولية مما مكننا من إنجاز العديد من المشاريع التي تغطي عدة مجالات منها تمديد سنتين إضافيتين للبرنامج القطري لترقية العمل اللائق.
أيتها العاملات؛
ايها العمال؛
إن الأمر يتعلق بمكتسبات ثمينة تم تحقيقها لصالح عمالنا والعمل متواصل إن شاء الله على توطيدها خلال السنوات القادمة.
وأختم كلمتي هذه بإبلاغكم باختيار موريتانيا من قبل مجموعة دول إفريقيا الشمالية عضوا اصيلا في مجلس إدارة مكتب العمل الدولي لمأموريته القادمة.
عاش فاتح مايو؛
عاش عمال وعاملات موريتانيا؛
عاشت موريتانيا حرة ومزدهرة.